إزاي مش لو - ٢

بسأل نفسي إزاي بتقبل شقاوة الولد عن شقاوة البنت في الفصل؟

إتربينا أصلنا علي إن الولد "عادي" يكون شقي .. فالشقاوة من شيم الذكور ... إنما لو بنت فالموضوع بيختلف شويتين ... الصورة النمطية للطالبة بتتجمع فيها صفات الطاعة و الشطارة و الكيوتنس ..

مش يمكن علشان كده رد فعلي بيكون أعنف مع البنت الشقية اللي مش خاضعة للقالب ده و بتتحداه؟ عنف بياخد شكل شخطة ، أو عقاب ... أو حتي مكالمة للأهل ... و اللي الولد في أحيان كتير لو صوته علَّي أو فَرَك، بعديهاله و بيفلت منها ...

هنا أرندت بتتكلم عن إن إزاي اللجوء للعنف بيحصل لما بنكون خايفين إن سلطتنا تقل .. بالنسبة لها علاقة السلطة بالعنف علاقة طردية ... كل ما بتكون قوي و مسيطر، كل ما احتياجك للعنف بيقل .. ما المسيطرين فشخ بوبات ... مش محتاجين أصلاً غير إنهم يقولوا بم ..

كلام منطقي ... و أمثلته عديدة ... زي كده ما الفتوات زمان كانوا نادراً ما بيخشوا في خناقات ... كلمتهم كانت مسموعة لحل الخلافات بدون أي لجوء للعنف ..الخناقة كانت عادة بتيجي لو فتوة تاني حاول يفرض سيطرته ... عنف بيتولد في لحظة بيزيد فيها الخطر علي سلطته إنها تقل .. و زي ما الأنظمة القمعية ما بتضربش حي غير لما بتشوف المظاهرة ... و ما بتسجنش غير لما بتحس بالخطر ..

حتي لو الخطر ده حاضر في مخها بس ... و الهدف غالبا بيكون خلق عبرة لمن يعتبر ..

تحليل أرندت يمكن يكون بديهي لناس كتير، بس أظن إنه بيساعد علي شرح جزء من عدم قبولنا لمشاغبة البنت ...

يمكن علشان اتعلمنا إن سلطة الراجل شيء طبيعي .. قادم كده كده لا محالة ... إنما البنت، فإزاي و إزاي تعمل راسها براسي ...

يمكن علشان كده شعورنا بالخطر من تحدي الولد لسلطتنا جوا الفصل بيكون أقل من البنت ... إحساسها غالبا بيشبه لو واحدة ست رقعت راجل علقة، إحتمال إن كرامته تنقح عليه بيكون عالي .. بس لو راجل .. هيقول لنفسه تمام .. ما هو راجل .. عادي يكون أقوي مني ..

يمكن جزء منها خوفنا علي منظرنا قدام ناس .. أصل الخوف في الأغلب نابع من كون فكرة البنت القوية ديه غريبة علي أذهاننا ... و خطر علينا كرجالة في نفس الحين ...

و يمكن خوفي الشخصي من قوة الستات في حياتي، بيتعدي مجال عملي في الفصل ... و بيظهر في نواحي تانية كتير ده مش مكان الخوض فيها دلوقتي ...

يمكن ..